مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تروم هذه الدراسة إبراز جمالية المقاهي التي لم تعد فضاءات ثابتة وساكنة لتزجيّة الوقت فحسب، بل أضحت آليّة من آليات السّيطرة والضّبط النّاعم. فتنوع فضاءات المقاهي بين مقهى شعبي ومقهى تجاري ومقهى العلامات التجارية الكبرى يبين تمظهرات المجتمع الذي ينبئ عن اختلاله الطبقي. فلكل مقهى رواده وزبائنه. فهو بهذا المعنى، مرآة لحياة الفرد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وإذ أصبحت المقاهي ملاذا للهستيريا الكروية، متجاوزة الإمتاع والمآنسة إلى الهذيان والتعصب، فإنها أيضا أصبحت موئلا للتحرش بالنادلات وعابرات السبيل من أمام أبواب المقاهي المتراصة. إن المقاهي الكثيرة والمكتظة، ليست كراسي وطاولات ومرامد، إنها مؤشرات واضحة للتغيرات الكبيرة التي عرفها المجتمع المغربي بالفعل والقوة .